يعبث الأطفال بالمواد المختلفة منذ صغرهم فيقبلون على تشكيل الطين في هيئات مختلفة لإشباع حاجاتهم النفسية وللتعرف على العالم المحيط بهم، وبذلك تنمو مهاراتهم الحسية الحركية، وينشط خيالهم فيشعرون بالمتعة والسرور، فالتشكيلات الفنية من الطين أو الورق التي يقوم بها الطفل هي المرحلة المهمة في حياته والتي يمكننا التأثير عليها ليصل إلى عالم الواقع بصورة طبيعية.

ومن خلال عملي كمعلمة للأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في مركز سعد الصانع لتقويم السمع والنطق وكمديرة فنية للبرامج التربوية في مركز التعليم الخاص بجمعية فتاة الخليج النسائية بالخبر لاحظت صعوبة في استيعاب هؤلاء الأطفال لمفاهيم الأشكال إن لم تكن ترتبط بصور محسوسة، لذلك فكرت بكتابة هذا الكتاب قبل ثلاث سنوات. حيث قمت بالبحث والاستقصاء من المراجع المختلفة واستفدت من خبرة زميلاتي المعلمات بمركز التعليم الخاص ومن خبرتي الخاصة مع الأطفال بهدف الوصول إلى طرح مختلف لتدريب الأطفال على مفاهيم الأشكال لمساعدة الأم في البيت والمعلمة في المدرسة.

تناولت في هذا الكتاب تعليم الأشكال الدائرة، المثلث، المربع، المستطيل، البيضاوي، المعين، متوازي الأضلاع، والخماسي في الجزء الأول والأشكال السداسي، النجمة، القلب، الهلال، المكعب، الأسطواني، المخروط، المنشور، الهرم والكرة في الجزء الثاني والتي يتعلمها الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة والمرحلة الابتدائية، وقد قسمت كل جزء إلى تسع فصول، كما قسمت كل فصل إلى ستة أبواب تتضمن تعليم الشكل عن طريق الطباعة والورق بأنواعه والقماش بأنواعه وبذلك يكتسب الطفل الخبرة وينتج أعمالاً فنية مبتكرة، وقد اخترت ألعاباً تنمي عضلاته الحركية الكبيرة، وتساعده على الاعتماد على نفسه وأنشطة يقوم بها الطفل بالمطبخ لتعلم الشكل والآداب العامة وللأكل.

ومن خلال تنفيذ هذه الأعمال الفنية يمكننا تدريب الطفل على مفاهيم أخرى متعلقة بالألوان وتعرفه على تدرج أطيافه ومن خلال مناقشته بفائدة العمل الفني يمكننا إيصال المعلومة العلمية للطفل بصورة مبسطة وزيادة حصيلته اللغوية ومن خلال عد الألوان أو عد خطوات العمل نستطيع تنمية القدرة الرياضية لديه وكذلك تنمية العضلات الدقيقة من خلال الصب والعجن والخياطة وغيرها، ولقد حصرت على تنوع هذه الأعمال الفنية حسب قدرات الأطفال العقلية والحركية من سن 2-4 سنوات ومن 4-6-إلى ما فوق مراعية تدرج خطوات العمل الفني من السهل إلى الصعب والوقت اللازم لإنجازه.