يُقدم الروائي "ألكسندر مكول سميث" لقرائه الرواية الثالثة من سلسلة "وكالات التحريات النسائية الأولى" وهي بعنوان "أخلاقيات للفتيات الجميلات". تعكس هذه الرواية الواقعية في سردها ووصفها لأحوال المجتمع الأفريقي من خلال شخصيات الرواية وما يدور من أحداث في ذلك البلد مضيئاً على الحالة الاجتماعية - الاقتصادية - السياسية، حيث ينقل لنا الكاتب حالات عدة لأشخاص يعيشون ظروفاً مختلفة وأماكن مختلفة، بحيث ينتقل الراوي من محطة إلى أخرى ليعبر عما يجول من أحلام وخواطر لشخصيات الرواية وأهمهم "راموتسوي" مالكة وكالة خاصة للتحريات النسائية، وهي وكالة التحريات الوحيدة في بتسوانيا المختصة بشؤون كل من السيدات وغيرهن تقول السيدة "راموتسوي": "إن مهمتنا هي أن نعرف الأشياء، والتحري الخاص الذي لا يعرف شيئاً ليس بذي نفع لأحد. وينحصر مجال عملنا في جمع المعلومات" لذلك يقال عن هذه السيدة أنها قادرة على صنع الأعاجيب فهل هذا صحيح...؟ الشخصية الثانية: هي السيد جي إل بي ميتكوني من مدينة تلوكوينغ الذي يملك كراج تلوكوينغ رود سبيدي موتورز وخطيب راموتسوي مع توقع ناجح لهذا الزواج من قبل الناس. الشخصية الثالثة: هي ماكوتسي من بوبونونغ مساعدة راموتسوي وسكرتيرتها الخريجة المميزة لعامها من كلية بتسوانيا للسكرتاريا، تقطن في غرفة مستأجرة في الباحة الخلفية لأحد المنازل وهي عبارة عن نصف كوخ مطل على السياج الخلفي للمنزل وعلى زقاق متعرج ترتع فيه الكلاب الهزيلة. الشخصية الرابعة: الدكتور موفات، طبيب نفسي معالج لحالة الاكتئاب التي أصابت السيد جي إل بي ميتكوني الذي أصبح متعباً وكسولاً فتحاول راموتسوي خطيبته أن تساعده لينهض من مرضه. في هذا العالم المليء بالمصاعب والطموح نحو الأفضل تواجه بطلة الرواية التحرية النشيطة بريشس راموتسوي مشكلات كبرى في كل من العمل والبيت فبينما تعاني وكالتها من مصاعب مالية، تتخذ السيدة راموتسوي قراراً صعباً بمشاركة خطيبها السيد جي إل بي ميتكوني مكتبه. ولكن رغم أن كراج تلوكوينغ رود سبيدي موتورز يتمكن من النجاح ببعض المساعدة، فالسيد جي إل بي ميتكوني نفسه هو من يتطلب معظم اهتمامها، فهل ستنجح بطلتنا التحرية الخاصة في ما يواجهها من متاعب. هذا ما تخبأه هذه الرواية الجميلة والممتعة في آن معاً، فهي لا تحرف الواقع، بل تدعو إلى التحلي بالشجاعة والصبر في مواجهة الذات أولاً، والصعاب ثانياً، بكل الحب والتسامح اللذان هما عصب الحياة.