لقد دمج وصهر سيد قطب معا كل من فكرة «الجاهلية الحديثة» للمودودي مع فكرة ابن تيمية بأن توحيد الله يوجب على المسلمين اتباع القانون الإلهي؛ ما نتجت عنه توليفة فكرية خطرة تعزز التمييز الصارخ بين حزب الله وحزب الشيطان: أي أن جميع أولئك الذين لا يعملون بمقتضى الإيمان عبر تطبيق واتباع النظام القانوني الإسلامي وطاعة أوامر الله هم جزء من الجاهلية الحديثة وليسوا مسلمين. وفي سياق الشرق الأوسط، كان هذا يعني «الردة»؛ لأن معظم أعضاء «مجتمع الجاهلية» ولدوا مسلمين.(...) ولكن حل سيد قطب لمشكلة الجاهلية الحديثة كان مختلفا اختلافا صارخا عن حل المودودي، الذي سعى إلى العمل «سلميا» من داخل النظام القائم؛ ففي حين شكّل المودودي حزبا سياسيا وحركة اجتماعية لتشجيع الإصلاح والدعوة إلى تطبيق الشريعة «سلميا»، دعا قطب إلى «الجهاد» لإقامة دولة إسلامية.

بروفيسور فيكتورفيتش