يشكل كتاب "المناهج والأعراف العقلانية في الإسلام" الفرصة التي سنحت لعدد من العلماء والمفكرين الروّاد، للتمعن في الدور الذي يضطلع به كل من العقل والفكر في تطوير العالم الإسلامي، ليصبح موطئ إحدى أهم الحضارات، ويغطي عدداً كبيراً من المواضيع منذ بدايات الإسلام وحتى وقتنا الحاضر. وقد أسهم كل من عزيز إسماعيل وهيو كنيدي وأوليفر ليمن ومحسن مهدي، بشكل خاص في الكشف عن أهمية الحياة الفكرية بالنسبة إلى المسلمين، وتحليل القوى الداخلية والخارجية المختلفة، من سياسية ودينية وفلسفية وعلمية، التي أدّت إلى نشوء العلوم الفكرية في القرون المبكرة للإسلام.

ويركز كل من نورمان كالدر وفرهاد دفتري وأليس سي هنسبرغر وآن ماري شيميل على تطوّر التحدارات الفكرية في مختلف المجتمعات الإسلامية عبر العصور الوسطى. ويتناول جان كوبر وعبد العزيز ساشدينا ومحمد أركون العصور الحديثة للإسلام، فيقارنون بين العلاقة التي تربط السلطة السياسية والدينية من جهة، والحياة الاجتماعية والفكرية للمسلمين من جهة أخرى.

يسلط جميع المحاضرين المساهمين في هذا العمل الضوء على الدور الأساسي للفكر والعقل في تكوين الثقافات الإسلامية، وعلاقته بالعالم الإسلامي اليوم. ولا يسعى هذا الكتاب في ذلك إلى تعزيز فهم أفضل للإسلام فحسب، بل يشجع أيضاً على المزيد من المناقشات حول التحديات التي يواجهها العالم الإسلامي مع دخوله عصراً جديداً من التغير لم يسبق له مثيل في التاريخ.