المَرَض أمرٌ لا يمكن التحكّم به.‏ ‎ ‎ ورغم أنّنا نحتاط ونحترس كثيراً للحؤول دون إصابتنا بالأمراض، إلّا أن الجراثيم تنجح في ‏التّغلّب علينا في كثير من الأحيان؛ وتنقلب حياتنا رأساً على عقب. فالمرض يشلّ حركتنا، ‏ويمنعنا من التصرّف بحرّية، ويحدّ من نشاطاتنا.‏ ‎
‎ في قصة «أبطال حمّى البحر الأبيض المتوسّط: ‏FMF‏» للكاتبة الأميركية ميغان براينت ‏سنتعرف نحنّ والأطفال إلى "ألين" وهي فتاة صغيرة تعاني من مرض وراثي نادر يسمّى ‏حمّى البحر الأبيض المتوسّط، واختصاره "أف أم إف". وسنشارك "ألين" ورفاقها المصابين ‏بهذا المرض آلامهم وأحزانهم، وسنتعرّف إلى مرضهم، كما سنستمدّ من شجاعتهم في ‏مجابهة هذا المرض الذي يظهر بأشكال متعددة ويسبّب آلاماً شديدة القوةَ لمواجهة ‏الأمراض البسيطة التي يمكن أن تصيبنا. فآلامنا رغم قسوتها لا تقاس بشيء مقارنة مع ‏آلام أولئك الصغار الذين يستحقّون بجدارة أن يُطلَق عليهم "أبطال أف أم أف الشجعان".‏

‎ ‎ يتناول هذا الكتاب بأسلوب قصصي الأمراض الالتهابية الذاتية النادرة، وهي مجموعة جديدة ‏نسبياً من الأمراض. تعدّ حمّى البحر الأبيض المتوسط ‏‎(FMF)‎‏ ثاني أكثر الأمراض ‏الالتهابية الذاتية انتشاراً بعد ارتفاع الحرارة المتكرّر مع تقرّح البلعوم والتهاب العقد ‏اللمفاوية ‏‎(PFAPA)‎‏ وتسبّب التهاباً في الأعضاء الداخلية، وبالتالي ألماً شديداً.‏ ‎ ‎ ولأن الأطفال لا يعرفون كيف يتعاملون مع الأمراض.

لذلك، كان الهدف من هذه القصص ‏القصيرة والبسيطة تخليص الأطفال من خوفهم، ومساعدتهم على فهم مرض "حمّى البحر ‏الأبيض المتوسط". وما يمرّون به من أعراض من خلال "ألين" الطفلة الصغيرة التي تحارب ‏هذا المرض بشجاعة. لذلك تُصور قصص «أبطال حمّى البحر الأبيض المتوسّط: ‏FMF‏» ‏مواقف من الحياة اليومية للشخصيّة الرئيسة "ألين" وأصدقائها في أجواء يسودها المرّح ‏والتفائل والأمل بالشفاء.