الاتجاهات المذهبية في اليمن حتى نهاية القرن الثالث الهجري

نبذة نيل وفرات:عاشت اليمن في أحضان الأمة الإسلامية، ومنذ اللحظات الأولى في تاريخ الإسلام وأهل اليمن يشاركون بحماس بالغ في صنع أحداث هذا التاريخ، وصاغوا بشكل واضح كثيراً من معالم الحضارة الإسلامية، سواء في اليمن نفسها، أو في الأمصار الإسلامية الأخرى، وكانت نتائج قرائح علمائهم الحادة لبنات مضيئة في صرح الحضارة ...العربية الإسلامية، فغدت اليمن مركزاً من أهم مراكز الحضارة الإسلامية على مر العصور وتعاقب الأزمان، لذا واكبت اليمن أحداث العالم الإسلامي فكراً وحضارة وسياسة، وتلازمت هذه العناصر مع مثيلاتها في أنحاء العالم الإسلامي.

وهذا ما دعا الباحث إلى وضع هذه الدراسة المتأنية عن الاتجاهات المذهبية في اليمن حتى نهاية القرن الثالث الهجري، التي اثبت من خلالها أن أهل اليمن لم يقفوا في صف التطرف، وإنما مالوا إلى الاعتدال، وناضلوا فكرياً من اجل هذا الاعتدال، وكان على قيمة المناضلين من أجل هذا الاعتدال علماء أهل السنة وعلماء الزيدية وفقهاؤهم فعلى سبيل المثال، تعددت مؤلفات أئمة الزيدية وعلمائهم لمناهضة الفكر الشيعي المتطرف بجميع تكتلاته، وسلحوا أنفسهم بأسلحة علم الكلام، كما استطاع العلماء السنيون وأصحاب الاتجاه السني، أن يثيروا حالة من الوعي الداخلي لدى أهل اليمن، هذا الوعي أعطاهم الوسائل التي يستطيعوا أن يواجهوا بها المذاهب الوافدة، ويحدوا من انتشارها، وأن يقوضوا دعائمها، وهيأت ضخامة التراث السني الظروف كثيراً لذلك، والاتجاهات التي تحدث عنها المؤلف في كتابه هذا تنحصر في أربعة اتجاهات هي: الاتجاه الاباضي، الاتجاه الشيعي، الاتجاه الشيعي الإسماعيلي، الاتجاه الشيعي الزيدي، الاتجاه السني.