Language: Arabic
Softcover
select image to view/enlarge/scroll
Shop With Security
Bringing you the best selections in partnership with Jarirbooksusa.
Visit Jarirbooksusa on Social Media
© 1992-2024 alkitab.com - All Rights Reserved. Thank You for Visiting
يقيم "محمد الرحموني" خلاصاته في مسألة الحرب في الإسلام القديم والوسيط على أساس ارتباط الديني بالسياسي، أو فعل السياسي في الديني، لكنه في دراسته الضافيتين عن رحلة ابن جبير في المشرق، والإسلام في الهند، يتوسل ارتباطات أخرى لها علاقة برؤية الآخر تارة، ورؤية العجيب والغريب تارة أخرى. فهل يعني ذلك أن عالم الإسلام هو عالم العقل والمنطق، والعوالم الأخرى هي بيئات التصدع والاستثناء؟ وكيف تتحدد مقاييس التمييز؟ هل الإيمان والإسلام هما اللذان يقوم عليهما الحد الفاصل بين العقل واللاعقل؟
يبدو لي أن اقتران الدين بالإيديولوجيا ظاهرة حديثة نسبياً، إلا إذا اعتبرنا أن هناك ترادفاً بين الإيديولوجيا والدوغما، اللتين لا يصعب الجمع بينهما، لكن ذلك يوشك أن يوقعنا في إسار ثنائية الحداثة والتقليد، فتكون الدوغما تقليدية والإيديولوجيا حداثية. بيد أن الابتعاد قليلاً عن التأمل النظري ينقلنا باتجاه الوعي وارتباط الإيديولوجيا به، وهو الأمر الذي لا افتراق فيه بين قديم وحديث باستثناء الارتباط الوثيق بين الإيديولوجي والسياسي، وفي الأزمنة الحديثة بالذات.
لقد أراد المؤلف في هذه الدراسات المضمومة إلى بعضها أن يمضي خطوة أخرى إلى الأمام بعد كتابه عن الجهاد والدعوة والدولة، معتمداً مقاربة مثلثة الأضلاع: ابستمولوجيا المفردة القرآنية وسياقاتها، وتاريخانية الآثار النبوية، وحدث الدولة باعتبارها الحاضن التاريخي للأصول الاجتماعية، وللفقه، ولموازنة الداخل بالخارج.
أما الدراستان الختاميتان في الكتاب، فيعمد فيهما المؤلف إلى إعادة فتح ملف "نقد الفكر الديني" لصادق جلال العظيم وطبيعة ردود الفعل عليه، وإلى النظر في تجربة المؤسسين للأحزاب الشيوعية في المشرق العربي واقتران ذلك بالأقليات المهمشة، والمقصود بذلك قراءة أكثر الإيديولوجيات تحديثية في النص الديني، وفي الفكر الديني.
رضوان السيد