تبدأ قراءة الدكتور «معجب العدواني» للعبة الشطرنج في مخطوطة (أنموذج القتال في نقل العوال) لمؤلفها الشيخ «شهاب الدين أحمد بن يحيى بن ابي حجلة التلمساني» (1325-1375م) من خلال علاقتها الأولية والمباشرة مع لعبة أخرى طالما شاركتها في الفضائين: التاريخي والسردي، إلى جانب مشاركتها إياها في الإطار المكاني ولا سيما ذلك التعالق الوثيق يبنهما في الإطار الشكلي في العصر الحاضر، إذ كثيراً ما تأتي لعبة الشطرنج غلافاً للعبة النرد..« من هنا كان هدف الدراسة بمثابة محاولة للكشف عن أوجه التشاكل والإختلاف بين هاتين اللعبتين.
توزعت الدراسة على مقدمة وثمانية أبواب وخاتمة تبدأ بالتعريف بالمخطوط الأصلي ومؤلفها وشراحها وطريقة عمل المؤلف في تصنيفها. يلي ذلك المقدمة وجاءت في ذكر ما جاء في الشطرنج عن السلف وأئمة الخلق من حرمة وكراهة، وإباحة وفكاهة.. مع ذكر شروط جواز اللعب بالشطرنج. وأما الباب الأول: في ذكر أول من وضعه وإخترعه –الشطرنج- والسبب الموجب لذلك ذكر ما هناك من حسن الصنعة وعجائب تضعيف الرقعة. والباب الثاني: في ذكر طبقات أربابها، وقيم دوابها، وما في معنى ذلك من المصادقة عند المثاقفة. والباب الثالث: في ذكر رسالة الأديب الكاتب الصولي التي جعلها كالعهد لأرباب هذا الباب... والباب الرابع: في ذكر أدبه ووقت اللعب به وما جاء فيه من كلام الأطباء الألباء، مما يتعلق بالعلاج... ونحو ذلك من الأوفاق، الحسنة الإتقان، والباب الخامس: في ذكر ما جاء في مدحه وذمه وتبديد شمله وضمَه، وذكر ما يقع من أربابه عليه من الهذيان وفلتان اللسان، والباب السادس: في ذكر ما جاء فيه من اختراع الأوضاع والمخاريق التي تمزق العقل... والباب السابع: في ذكر ما جاء فيه من المناظرة وحسن المحاضرة وما في معنى ذلك من الحكايات اللطيفة والنوادر الطريفة... والباب الثامن: في ذكر ما جاء فيه من الوشي المرقوم، من المنثور والمنظوم للمتقدمين والمتأخرين من العصريين المصريين وغيرهم.
وأخيراً: خاتمة في ذكر المقامة الشطرنجية التي أنشأتها باسم السلطان الملك الصالح صاحب ماردين والمقامات التي أنشأت باسم السلطان الملك الناصر حسن...