الدولة بين دينين : دين العلمانيين والمتدينين
هو صراع دائم ما بين العلمانية والدين، صراع لا يمكن أن ينتصر فيه أي طرف. يخطئ طرف في اعتبار الطرف الآخر عدواً، ونادراً ما كانت الحرب بينهما تضع أوزارها.

نحن نعيش في عصر تحكمه فكرة التسلط والتحكم، فمرة تمارسها الجماعات والحركات والأحزاب باسم الأديان، ومرة يمارسها من يدّعي العلمانية ويعتنقها ديناً، ويعيشها تطرّفاً فكرياً قبل أن يتحوّل هذا التطرّف إلى سلوك. هذان الطرفان؛ الديني والعلماني، يتنافسان للوصول إلى السلطة وابتلاع الدولة وإلغاء الآخر. وقد وقعت الدولة ضحية سهلة أمامهما، وقد نخرها سوس الإلغاء والأحادية والأطماع.

ساد مشهد التطرّف، حتى كاد يصبح ظاهرة عالمية، تمثلت بحروب دينية أو شبه دينية، وحروب علمانية تحت مسميات مختلفة وحجج واهية وأسباب متعددة. وكما كان الدين كمعتقد بريئاً من تطرف المتدينين، كذلك كانت العلمانية بريئة مما يمارس باسمها أو تحت ستائرها من ظلم وغلبة وسرقة لثروات الشعوب.

يحاول الكتاب تحليل هذا المشهد بدقة؛ ففي حين تهدد الأصولية الدينية الديمقراطيات والحريات، كذلك فإن الأصولية العلمانية تقوم بنفس العمل؛ إذ إنها تعزز العنصرية وتعمق الشروخ الثقافية بين الحضارات. وهكذا تكون الأصوليتان عائقين في وجه التقدم.