Yemen wa-Fusul al-Jahim اليمن وفصول الجحيم
By: Sayyad, Ahmad أحمد الصياد
Language: Arabic
Softcover
select image to view/enlarge/scroll
Product DetailsBy: | Sayyad, Ahmad أحمد الصياد |
---|
Language: | Arabic |
---|
Format: | Softcover |
---|
Pages: | 248 pp |
---|
Publisher: | Riad el-Rayyes Books, Beirut, 2010 |
---|
Dimensions: | 14 x 20 cm |
---|
ISBN-13: | 9789953214634 |
---|
Topic: | Yemen - Fiction & History |
---|
يعد الروائي اليمني «أحمد الصياد» أحد أولئك الأدباء الذين أمدوا الأدب اليمني بنماذج روائية متنوعة في الأسلوب ومتجاوزة إلى حد ما من الناحية الفنية ما وصلت إليه الرواية اليمنية في القرن المنصرم. وفي هذه الرواية «اليمن وفصول الجحيم» يطل الروائي على واقع الحال لأحد البلدان الإسلامية التي وقعت فيها نزاعات مسلحة وحروب أهلية وبالأخص أحداث 1985 في اليمن والصراع الدائر آنذاك بين قوى الثورة والقوى المضادة في محاولة منه لربط الماضي بالحاضر الذي يعيشه اليمانيون اليوم.
وهكذا بأسلوب سردي حواري حيناً وإخباري حيناً أخرى يتساءل عن أسباب الصراع وطبيعته «هل هو حول خط الحزب ومسار الثورة؟ هل حول الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية؟ هل هناك خلاف إيديولوجي؟» فيخلص إلى نتيجة أن أسبابه الأساسية عشائرية وقبلية ومناطقية ومطامح شخصية. وهذا ما جسّده الكاتب في شخصيات روايته وخصوصاً أخذه نموذجاً عن عائلة مكوّنة من ثلاثة أفراد ولكنهم مختلفين عقائدياً. «عمار» أحد قادة نظام رجعي، يتآمر على الوطن والمواطن يرتبط بولاءات أجنبية وينتمي إلى نظام يعتقل النخبة والمفكرين ويمثّل رمزاً من رموز الفساد في الدولة. أما «صادق» فيمثّل قوى الثورة المضادة وإلى جانب الجماهير الفقيرة والطبقة العاملة وجماهير الفلاحين. فهو أحد المثقفين الثوريين الذي يؤمنون بأن لا مكان للأنظمة الرجعية والأمبريالية في هذا الوطن. أما الشخصية الثالثة فهي أختهما «غادة» والتي تأخذ دوراً توفيقياً بين أخويها اللذان يثقان بها ويحملانها أسرارهما.
إن ما يريد أن يقوله الكاتب هنا من خلال تسليطه الضوء على عائلة أرادها صورة مصغّرة عن الوطن الأم أن الخلاف العقائدي والفهم الغير صحيح للدين ولمفهوم السلطة وحق الناس في اختيار ممثليهم قد أصاب البلاد بنكسة وصراعات دامية لم يغيرها مرور الزمن، ولم تؤثر في بناه الذهنية ومستوى تفكيره؛ تقول غادة في وصفها لحال أخويها اللذين فرقتهم الإيديولوجيا والمنافع: كبيرة هي أحزاني وأنا أرى الخلافات تستمر وتتسع. أبكي عندما أسمع هذا يتهم ذاك بالخيانة، وأتساءل كيف يتحول من وحدتهم الأحلام والآمال إلى أعداء يتربص الواحد منهما بالآخر، ولماذا بعد هذه المرحلة الطويلة من الصمود والتصدي لمؤامرات كادت تقضي على طموح الشعب والوطن، أصبحت القرية والمنطقة والقبيلة والسلطة الهم الأول لبعضنا اليوم؟ هل تخلى البعض عن الوطن لصالح المنطقة، وعن الشعب لصالح القبيلة؟ وعن السلطة الجماعية من أجل السلطة الفردية؟ وأين أصبحت الثقافة الأممية التي رفعنا رايتها عالياً؟ كيف نؤمن بوحدة الوطن المجزأ والبعض لا يزال غارقاً في مفاهيم العشيرة والقرية والمنطقة؟
رائحة البارود تزكم النفوس، إنها أحداث 13 يناير 1986 الدامية في عدن التي قضت على تجربة، وشنقت حزباً ودمرت نظاماً، مع ترابط ما يحدث في اليمن جنوباً وشمالاً.
تفاصيل متعددة ومحطات كثيرة توقّف عندها الراوي أضاء بها على مرحلة عصيبة من مراحل الصراع في اليمن التي لا زالت مفاعيلها حاضرة حتى عصرنا الراهن.